كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومن المعلوم أن الحي متى اتبع ما يهواه بلا علم كان ضالأ بمنزلة
الذي يتحرلن ويسير لا يدري إلى أين، ولهذا قال تعالى: < دمان كعيما
ثيضلون باهوايهص بغير علو) 1 الانعام/ 119]، وقاد: < ومن ضد ممن اتبع
هوله نجتر هدي مف الئه إن الله لا يهدي القوم الطالمين *> 1 القصص/
50]. فمن يرد الله بعلمه وقولي فهو صاحب هدى، ومن أراده ولم يسلك
الطريق التي شرعها فهو صاحب هوى، ولهذا كانت سيما هل البدع أنهم
أهل الاهواء.
ولهذا كان الواجب أن يكون العمل لله و ن يكون على السنة، وهذا
مقصود الشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله،
فان عبادة الله وحده لا شريك له هو إخلاص الدين له، واتباع رسوله فيما
بلغه عنه من الشريعة هو العمل بالسنة، وذلك هو العمل الصالح. ولهذا
كان عمر بن الخطاب يدعو فيقول: اللهم اجعل عملي كله صالخا ولا
تجعل لاحد فيه شيئا (1). وهذا تأويل قوله تعالى: < فن كان يرجوا لق! رئهء
ففيعمل عيلأ صنحا ولا يمثرك بعبادة ربم! حذا!) 1 الكهف/ 110]. وقال
الفضيل بن عياض في قوله: < ليئركئم أييهئم خسن عملأ) 1 هود/ 7]،
قال: أحلصه وأصوبه، قالوا: يا با علي، ما حلصه و صوبه؟ قال: إ ن
العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، واذا كان صوابا ولم يكن
خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا، والخالص ن يكون لله،
والصواب أن يكون على السنة (2). يعني أن يكون مما شرعه الله، وهو
__________
(1)
(2)
خرجه احمد في الزهد (ص 118).
انظر حلية الاولياء (95/ 8) وتفسير البغوي (369/ 4). وذكره المؤلف في
منهاج السنة (217/ 6) ومجموع الفتاوى (333/ 1، 7/ 495) وجامع الرسالل=
93

الصفحة 93