كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ما أمر به أمر إيجاب أو استحباب، فان أراد غير الله لم يكن عابدا لله،
سواء عبدهما جميعا و عبد ما دونه فقط، كما ثبت في الصحيح (1) أن الله
تعالى يقول: "أنا أغنى الشركاء، فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا
منه برىء، وهو كله للذي أشرك ".
ومن عبده بما ليس من الواجب والمستحب الذي يحبه لم يكن عمله
حسنا ولا صالحا ولا خيرا، فإن كل حسن وكل صالح وكل خير فالله
يحبه ويامر به ويشرعه، وهو من شرعته وسنته وسبيله ومنهاجه، فما لم
يكن من المشروع لم يكن من المحبوب ولا من الحسن، وان كان قد
يكون من المشروع ما يعتقد قوم أنه ليس منه، كما قد يكون في غير
المحبوب ما يعتقد قوم أنه منه. واذا كان كذلك فما جعله الله سبحانه في
الانسان من المحبة والبغضة لما يستعين به على المحبة المقصودة
لنفسها، وهي عبادة الله وحده، مثل محبة الاكل والشرب والنكاج
وبغض المؤذيات = إن فعله بنية الاستعانة على ما خلق له كان داخلا في
عبادته، وكان له عليه الأجر، كما قال! لخي! ر لسعد بن أبي وقاص: "إنك
لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا ازددت بها درجة ورفعة، حتى اللقمة
تضعها في في امرأتك " (2). وقال: "نفقة المسلم على أهله يحتسبها
"! (3)
! ه". بل نفقة المرء على نفسه وعياله أفضل من نفقته على من
لاتلزمه نفقته، لان ذلك واجب، وما تقرب العباد لى الله بمثل أداء ما
__________
= (1/ 57 2، 2/ 6 2 2) وغيرها.
(1) أخرجه مسلم (2985) عن أبي هريرة.
(2) أخرجه البخاري (56) ومسلم (1628) عن سعد.
(3) أخرجه البخاري (55) ومسلم (02 0 1) عن أبي مسعود البدري.
94