كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الدماء والاموال والاعراض التي خصها (1) النبي! شمم يوم الحج الأكبر
وفال: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في
بلدكم هذا في شهركم هذا"، وقال: "ليبفغ الشاهد الغائب ". وهذا
الحديث من أشهر الأحاديث التي في الصحاج من حديث أبي بكرة وابن
عباس وابن عمر (2). ويتبع ذلك الابضاع ومنافع الاموال والابشار، فإن
هذه لا تخرج عن النفوس والاموال.
وإنما هو فيما يكون مراد القلب ومقصوده الذي ينتهي إليه قصده
وارادته، إذ هذه الامور تراد لغيرها، وهي تابعة لمريدها وخادمة له،
فذلك هو الدين، وقد أمر الله تعالى أن يكون الدين كله لله، و مر بقتال
الخلق حتى يكون الدين كله لله، وهو نوعان: أقوال من جنس
الاعتقادات العلمية، وأفعال تتضمن الارادات العملية (3)، فهذان
الصنفان يجحب أن يكونا لله وحده، و ن يكونا ماخوذين عن رسول الله.
فإن الدين هو شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله،
فمن قصد بالاعتقادات الدينية والاعمال الدينية غير الله فهو مشرك في
ذلك. والشرك في هذه الامة أخفى من دبيب النمل، والناس كما قال الله
تعالى: < وما يؤمن ئحزهم بادله إلاوهم فمثركون!) [يوسف/ 6 0 1]، وإن
كان شرك دون شرك وكفر دون كفر، لكن نعلم من كان هكذا أنه ليس
__________
(1)
(2)
(3)
في الاصل: "جعل".
حديث أبي بكرة خرجه البخاري (1741) ومسلم (1679)، وحديث ابن
عباس أخرجه البخاري (1739)، وحديث ابن عمر أخرجه البخاري (1742)
ومسلم (66).
في الاصل: "العلمية ".
97

الصفحة 97