كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
دينه كله لله، بل بعضه لغير الله وان زعم (1) أن يكون دينه كله لله، و ن
مالم يكن من دلمحنه لله فهو فيه متبع هواه.
ولهذا كان أمر التوحيد واخلاص الدين لله هو مقصود القران، وهو
الذي يعظم أمره ويكثر ذكره، فان العبد محتاج إليه في كل وقمتب وقي كل
شىء. والرياء والسمعة وان كان فيه شرك كما جاء في الحديث: "من
صلى يرائي فقد شرك، ومن صام يرائي فقد شرك " (2). وجاء أيضا في
الصحيح (3): "من سمع سمع الله به، ومن را اى را اى الله به ". فلا ريب
أن المرائي يكون عمله حابطا، فلا جمحاب عليه، وشركه دون شرك الذي
يعتقد دينا ويقصده لغير الله، فان المرائي والمسمع يعلم من نفسه أنه إنما
فعل وتقول ليراه الناس ويسمعوا ذلك، فهو يفعل ذلك للرغبة إليهم
والرهبة، وليس ذلك عنده دينا ثابتا والها يطمئن إليه، إلا ن يكون ممن
يتأله بعض البشر، كعباد فرعون والدجال وعباد بعض المشايخ والملوك
وغيرهم، فهذا شرك عظيم، لكن لا يكون في مسلم صحيح الاسلام،
وان كان قد وقع منه شيء كثير من المنتسبين إلى الاسلام. ولا ريب أ ن
ذلك إذا وقع كان من أعظم الشرك، وهذا لا يفعله إلا لمعبوده لا يرائي به
غيره. و ما الرياء الذي يقع من منافقي هذه الامة وذوي المرض في
قلوبهم، فهو الذي قصدنا نه لا يتخذ دينا قي الباطن وإن كان شركا،
وانما الذي يتخذ دينا ما يحئه المرء وما يهواه ويدين به سرا وعلانية،
__________
(1)
(2)
(3)
في الاصل: "وعلى".
اخرجه احمد (126/ 4) عن شداد بن وس. واسناده ضعيف.
خرجه البخاري (6499) ومسلم (2987) عن جندب بن عبدالله. و خرجه
مسلم (2986) عن ابن عباس.
98