كتاب تيسير العلام شرح عمدة الأحكام

ثغراتهم
بخلاف الرسل، فإنهم لا يُؤذوْن، لأنهم دعاة سلام وصلة التئام، وهذا من محاسن الإسلام.
الحديث العاشر
عَنْ عَبْد الله بْنِ عُمَرَ رَضيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَرِيةً إلى نَجْدٍ، فخَرَجْتُ فِيهَا، فَأصبْنَا إبلا وَغَنَماً، فَبَلَغَتْ سهماننا اثني عَشَرَ بَعِيراً وَنَفَّلَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بعيِراً بَعِيراً) .
الغريب:
سَريَّةً: بفتح السن المهملة، وكسر الراء، وتشديد الياء: هي القطعة من الجيش. قال في (القاموس) من خمسة إلى أربعمائة.
سُهمَانُنَا: بضم السين المهملة، جمع (سهم) وهو النصيب.
نَفلنا: النفل، بفتح النون والفاء: هو الزياة يعطاها الغازي، زيادة عن سهمه.
ما يستفاد من الحديث:
1- بعث السرايا لإضعاف العدو، ومفاجأته إذا رأى الإمام ذلك مصلحة.
2- حل الغنيمة للغازين الغانمين، وهذا مما خصت به هذه الأمة المحمدية.
3- أن السرية إذا كانت مستقلة، ليست تابعة للجيش، فغنيمتها لها وحدها.
4- جواز تنفيل الغانمين زيادة على أسهمهم، إذا رأى الإمام ذلك مصلحة.
ويكون النفل من الخمس، وبعضهم يرى أنه من أصل الغنيمة.
الحديث الحادي عشر
عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ رضيَ الله عَنْهُمَا عَنْ النَّبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذَا جَمَعِ الله الأولين والآخرين، يُرْفَعُ لِكل غَادِر لِوَاء، فيقَالُ: هذِهِ غَدرة فُلانِ بن فلانٍ".
المعنى الإجمالي:
من ائتمنك على دم، أو عرض، أو سر، أو مال، فخنته فيه فقد غدرته.
وأعظم الغدر أن يقع من قائد الجيش حي يؤمن عدواً، ثم يأخذه على غِرَّة وغفلة.
ولذا فإن على الغادر الخائن، الذي أخفى خيانته، هذا الوعيد الشديد، إذ يجاء به يوم القيامة، وقد رفع له لواء غدرته، فينادى

الصفحة 745