كتاب النكت في القرآن الكريم
ألكني إليها وخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر
فالملائكة على هذا (معافلةٌ) ؛ لأنه مقلوب جمع ملاك في معنى مألك، قال الشاعر:
فلست لانسي ولكن لملاك تنزل من جو السماء يصوب
ووزن ملاك (معفلٌ) محول من مألك على وزن (مفعلٍ) ، فمن العرب من يستعمله مهموزاً والجمهور منهم على إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها، فيقال ملكٌ، وبهذه اللغة جاء القرآن. وقال أبو عبيدة: أصله من لاك إذا أرسل، فملاك على هذا القول (مفعلٌ) ، ملائكة (مفاعلةٌ) ، ولا قلب في الكلام، و (الميم) في هذين الوجهين زائدة، وذهب ابن كيسان إلى أنه من الملك وأن وزن ملاك (فعالٌ) مثل: شمال، وملائكة (فعائلةٌ) ، فـ (الميم) على هذا القول أصلية، والهمزة زائدة.
والجعل في الكلام على أربعة أوجه.
أحدها: أن يكون بمعنى الخلق، وذلك نحو قوله تعالى: {وجعل الظلمت.....} [الأنعام: 1] .
والثاني: أن يكون بمعنى التسمية نحو قوله تعالى: {وجعلوا لله......} [إبراهيم: 30] أي سموا له.
والثالث: أن يكون بمعنى عملت، نحو قولك: جعلت المتاع بعضه فوق بعضٍ.
والرابع: أن يكون بمعنى طفق، نحو قولك: جعل يقوا كذا وكذا.
والخليفة: الإمام، والخليفة من استخلف في أمر، وجمعه (خلائفُ) فأما الخلفاء فجمع (خليفٍ) ، مثل: كريم وكرماء. والإفساد: ضد الإصلاح.
الصفحة 126
616