كتاب جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته

النبي صلى الله عليه وسلم: ادع لي زيدا وليجيء باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة، ثم قال: اكتب: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ، وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو ابن أم مكتوم الأعمى، فقال: يا رسول الله فما تأمرني؟ فإني رجل ضرير البصر، فنزلت مكانها: لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ «1».
وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه شيء من القرآن يدعو بعض من يكتب عنه، وكانوا يكتبونه على: العسب، واللخاف، والرقاع، والكرانيف، وقطع الأديم، وعظام الأكتاف، والأضلاع، والأقتاب «2».
قال الخطابي «3»: (العسب)، بضم العين والسين: جمع عسيب، وهو جريد النخل، كانوا يكشفون الخوص ويكتبون في الطرف العريض. و (اللخاف)، بكسر اللام: جمع لخفة، وهي صفائح الحجارة الرقيقة و (الرقاع): جمع رقعة وتكون من جلد أو ورق. و (الكرانيف)، جمع كرنافة، وهي أصول السعف الغلاظ، و (قطع الأديم): هي الجلد، و (عظام الأكتاف) عظام أكتاف الإبل.
و (الأقتاب) جمع قتب. وهو الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه «4».
وقال الحارث المحاسبي في كتاب (فهم السنن): كتابة القرآن ليست
__________
(1) ينظر: صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث رقم (4704): 4/ 1909؛ ينظر: من الرسالة حول ذكر اسم ابن أم مكتوم: 80.
(2) ينظر: الإتقان 1/ 127؛ وتحفة الأحوذي: 8/ 408؛ وتاريخ القرآن للدكتور عبد الصبور شاهين: 47.
(3) الخطابي: هو حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي أبو سلمان، محدث فقيه، ثقة، متثبتا من أوعية العلم، من آثاره: بيان إعجاز القرآن، ومعالم السنن، وشرح البخاري (ت 388 هـ). ينظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 17/ 23؛ ومعجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر لعادل نويهض: 1/ 163.
(4) ينظر: البرهان: 1/ 233؛ ومختار الصحاح: 567.

الصفحة 33