بابُ مَسَائِلِ الجُمُعَةِ إلى آخِرِها
حدَّثنا [ابن] (¬1) عُثْمَانَ، قالَ: حدَّثنا ابنُ [خُمَير] (¬2)، قالَ: حدَّثنا ابنُ مُزَيْنٍ (¬3)، عَنْ عِيسى بنِ دِينَارٍ، عَن ابنِ القَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ أنَّهُ قالَ في حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَنِ اغْتَسَلَ يومَ الجُمُعَةِ، ثُمَ رَاحَ في السَّاعَةِ الأولَى فكَانَّما قَرَّبَ بَدَنَةً" إلى آخرِ الحَدِيثِ.
قالَ مَالِكٌ: الذي يَقَعُ في نَفْسِي إنَّهُ إنما أُرِيدَ بهَذا الحَدِيثِ سَاعَةٌ وَاحِدَةٌ، يَكُونُ في هذِه السَّاعَةُ مَنْ رَاحَ أَوَّلَ تِلْكَ السَّاعَةِ إلى الجُمُعَةِ، كَانَ [كالمُهْدِي] (¬4) بَدَنَةً، ثُمَّ ذَكَرَ الثَّانِيَةَ والثَّالِثَةَ والرَّابِعَةَ والخَامِسَةَ.
قالَ مَالِكٌ: ولَو لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ مَا صُلِّيتِ الجُمُعَةُ حينَ يَكُونُ النَّهَارُ مِنْ تِسْعِ سَاعَاتٍ [إلا] (¬5) وَقْتِ العَصْرِ، أَو قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ.
¬__________
(¬1) جاء في الأصل: (أبو)، وهو خطأ، وابن عثمان عبد الله بن محمد بن عثمان، أبو محمد القرطبي، وقد تقدم ذكره، وسيأتي أيضًا.
(¬2) هو سعيد بن خمير بن عبد الرحمن القرطبي، أبو عثمان، الإِمام الفقيه المتقين، توفي سنة (301)، ينظر: تاريخ علماء الأندلس 1/ 163، وجذوة المقتبس ص 230، وبغية الملتمس ص 308 (وفيه: بن حمير)، وجمهرة تراجم الفقهاء المالكية 1/ 524، وجاء في الأصل: حميد، وهو خطأ.
(¬3) هو يحيى بن إبراهيم القرطبي، الإِمام العلامة الفقيه، وهو صاحب تفسير الموطأ، وقد وقفت على قطعة منه وهي التي وصلتنا، وسأقوم إن شاء الله تعالى بتحقيقها.
(¬4) في الأصل: كالمهتدي، وما وضعته هو الصحيح.
(¬5) جاء في الأصل: (إلى) وما وضعته هو المتوافق مع السياق.