كتاب تفسير الموطأ للقنازعي (اسم الجزء: 1)
بابُ صَلاَةِ اللَّيْلِ، وصَلاَةِ الوِتْرِ، ورَكْعَتِي الفَجْرِ
* قالَ أبو مُحَمَّدٍ: الرَّجُلُ الذي حَدَّثَ سَعِيدَ بنَ جُبَيْرٍ عَنْ عَائِشَةَ هُو الأَسْوَدُ بنُ [يَزِيدَ] (¬1)، وكانتْ عَائِشَةُ تُحِبُّه لِفَضْلِه.
* وقَوْلُه - عليهِ السَّلاَمُ -: "مَا مِن امْرِئً تكون لَهُ صَلاَةٌ بلَيْلٍ يَغْلِبُهُ عليهَا نَوْمٌ إلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرَ صَلاَتِهِ" قالَ أبو المُطَرِّفِ: نَحْو قَوْلهِ - عليهِ السَّلاَمُ -: "مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَ لَهُ حَسَنَةُ" (¬2)، وكَقَوْلهِ: "الأعْمَالُ بالنِّيَاتِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى" (¬3).
وأَمَرَ النبيُّ - عليهِ السَّلاَمُ - مَنْ غَلَبَهُ النُّومُ في صَلَاتهِ بالرُّقَادِ وألَّا يُغَالِبَ النَّوْمَ فَيُعَذِّبَ نَفْسَهُ، ورُبَّما أَرَادَ أَنْ يَدْعُو الله فَيَدْعُو عَلَيْها فَيَسُبُّ [نَفْسَهُ، قَالَ عبدُ اللهِ بنُ] (¬4) مَسْعُودٍ: إنَّ لِهَذِه القُلُوبَ [شَهْوَةً وإقْبَالاً، وإنَّ لهَا فَتْرَةً وإدْبَارَاً، فَخُذُوهَا عندَ شَهْوَتِها وإقْبَالِها] (¬5)، ودَعُوهَا عندَ فَتْرَتِهَا وإدْبَارِهَا (¬6).
* قالَ أبوالمُطَرِّفِ: قَوْلُ عَائِشَةَ: (كُنْتُ أَنَامُ بينَ يَدَي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَرِجْلاَي
¬__________
(¬1) جاء في الأصل (زيد)، وهو خطأ، والأسود بن يزيد هو النخعي، وينظر: التمهيد 12/ 261.
(¬2) رواه البخاري (6126)، ومسلم (131) من حديث ابن عباس.
(¬3) رواه البخاري (1)، ومسلم (1907)، من حديث عمر بن الخطاب.
(¬4) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل بسبب حذفه، وزدته مراعاة للسياق.
(¬5) ما بين المعقوفتين زدته من كتاب الزهد لإبن المبارك، وقد مسح من الأصل.
(¬6) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد (1331).
الصفحة 174