كتاب الجهاد لعبد الله بن المبارك - ط المطبوعات الحديثة (مقابل)

129- عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ, قَالَ: قُلْنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَنِيئًا لِمَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الشَّهَادَةَ, فَقَالَ: وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟ قَالُوا: الْغَزْوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, قَالَ: إِنْ ذَلِكَ لَكَثِيرٌ, قَالُوا: فَمَنِ الشَّهِيدُ؟ قَالَ: الَّذِي يَحْتَسِبُ نَفْسَهُ.
130 - عَنْ مِسْعَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ (1)، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ: إِنَّا لَمُتَوَجِّهُونَ إِلَى مِهْرَانَ، وَمَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الأَزْدِ, يُقَالُ لَهُ: أَبُو أَثَابَةَ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقُلْنَا: أَجَزَعٌ هَذَا؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ تَرَكْتُ أَثَابَةَ, يَعْنِي أَبِيه فِي الرَّحْلِ, فَوَدِدْتُ أَنَّهُ كَانَ مَعِي, فَدَخَلْنَا الْجَنَّةَ.
_حاشية__________
(1) في المطبوع: "عنبة" محرفا, وانظر "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 341).
131 - حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مِسْعَرٍ, قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ, أَنَّ رَجُلاً مَرَّ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وَقَدِ انْتَثَرَ قُصْبَهُ، فَقَالَ لِبَعْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ: ضُمَّ الَّتِي مِنْهُ؛ لَعَلِّي أَدْنُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ, قَالَ: فَمَرَّ عَلَيْهِ وَقَدْ دَنَا قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ.

الصفحة 132