كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 8)

<12> اجلسوا هاهنا فدخل وقد أتى بالجونية فأنزلت في بيت على ومعها دايتها فلما دخل عليها قال هبي لي نفسك قال قالت هل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فاهوى بيده ليضعها عليها لتسكن قالت أعوذ بالله منك قال لقد عذت بمعاذ ثم أخرج الحديث وأخرج بن سعد من طرق عدة كلها عن الواقدي أن الجونية استعاذت من النبي صلى الله عليه وسلم واختلف هل هي بنت النعمان أو أخته وسماها عن عبد الله بن جعفر المخزومي أمية وأخرج بن سعد عن هشام بن محمد وهو بن الكلبي عن بن الغسيل الذي أخرجه البخاري وزاد فيه فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة اخضبيها وأنا أمشطها ففعلتها ثم قالت لها إحداهما إنه يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر مد يده إليها فقالت أعوذ بالله منك فقال بكمه على وجهه وقال عدت معاذا ثلاث مرات ثم خرج على فقال يا أبا أسيد الحقها بأهلها ومتعها برازقيتين يعني كرباسين فكانت تقول ادعوني الشقية ومن طريق عمر بن الحكم عن أبي أسيد في هذه القصة فقلت يا رسول الله قد جئتك بأهلك فخرج يمشي وأنا معه فلما أتاها أقعى وأهوى ليقبلها وكان يفعل ذلك إذا اختلى النساء فقالت أعوذ بالله منك الحديث وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف ومن طريق عباس بن سهل عن أبي أسيد قال لما طلعت بها على قومها تصايحوا وقالوا إنك لغير مباركة لقد جعلتنا في العرب شهرة فما دهاك قالت خدعت فقالت لأبي أسيد ما أصنع قال أقيمي في بيتك واحتجبي إلا من ذي رحم محرم ولا يطمع فيك أحد فأقامت كذلك حتى توفيت في خلافة عثمان وعن بن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن بن عباس تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت النعمان وكانت من أجمل أهل زمانها وأشبهن فقالت عائشة قد وضع يده في العراب يوشك أن يصرفن وجهه عنا وكان خطبها حين وفد أبوها عليه في وفد كندة فلما رآها نساؤه حسدنها فقلن لها إن أردت أن تخظي عنده القصة وبه إلى بن عباس قال خلف على أسماء بنت النعمان المهاجر بن أبي أمية فأراد عمر أن يعاقبها فقالت والله ما ضرب على حجاب ولا سميت بأم المؤمنين فكف عنها وعن الواقدي قد بلغني أن عكرمة بن أبي جهل تزوجها في زمن الردة وليس ذلك بثبت وقد ساق بن سعد قصة الجونية ومن طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى لم يستعذ منه غير الجونية عن الواقدي بسنده مطولة وتقدم نقلها في ترجمة النعمان بن أبي الجون وفي آخرها إن ذلك كان في ربيع الأول سنة تسع من الهجرة أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث الأنصارية الأوسية ثم الأشهلية قال أبو علي بن السكن هي بنت عم معاذ بن جبل وكانت تكنى أم سلمة وكانت يقال له خطيبة النساء روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث وعن أبي داود بسند حسن عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقتلن أولادكن سرا فإن الغيل يدرك الفارس فيدعثره عن فرسه روى عنه بن أخيها محمود بن عمرو الأنصاري ومهاجر بن أبي مسلم مولاها وشهر بن حوشب قال بن السكن هو أروى الناس عنها وبعض أحاديثها عند أحمد وابن سعد أنها بايعت النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة وفيه إني لا أصافح النساء وقال الترمذي بعد أن أخرج من طريق يزيد بن عبد الله الشيباني سمعت شهر بن حوشب يقول حدثتنا أم سلمة الأنصارية قالت قالت امرأة من §

الصفحة 12