كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 8)
<235> أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أني اصرع وإني أنكشف فأدع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر وإني أنكشف فأدع الله ألا أنكشف فدعا لها وأخرجه عبد الرزاق عن بن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاوس أنه سمعه يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالمجانين فيضرب صدر أحدهم فيبرأ فأتى بمجنونة يقال لها أم زفر فضرب صدرها فلم تبرأ ولم يخرج شيطانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يعيبها في الدنيا ولها في الآخرة خير قال بن جريج وأخبرني عطاء أنه رأى أم زفر تلك المرأة سوداء طويلة على سلم الكعبة وأخبرني عبد الكريم عن حسن أنه سمعه يقول كانت المرأة تخنق في المسجد فجاء إخوتها النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا ذلك إليه فقال إن شئتم دعوت الله فبرأت وإن شئتم كانت كما هي ولا حساب عليها في الآخرة فخيرها إخوتها فقالت دعوني كما أنا فتركوها فهذه رواية الثقات عن عطاء وقد رواه عمر بن قيس عن عطاء فصحفها فقال عن أم قرثع قالت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقتل أني امرأة أغلب على عقلي فقال ما شئت إن شئت دعوت الله لك وإن شئت تصبرين وقد وجبت لك الجنة فقال له أصبر أخرجه الطبراني والخطيب من طريقه قلت وسنده إلى عمر بن قيس ضعيف أيضا وقد شد مع التصحيف في جعله الحديث من رواية عطاء عنها وإنما رواه عطاء عن بن عباس وقد تقدم في حرف السين المهملة أن اسمها سعيرة وتقدمت قصتها في الصرع من وجه آخر وذكرت في حرف الشين المعجمة أن بعضهم سماها شقيرة بمعجمة ثم قاف والله أعلم أم زفر ماشطة خديجة ذكر عبد الغني بن سعيد في المبهمات أنها المرأة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها أنها كانت تغشانا في زمن خديجة فروى من طريق الزبير بن بكار عن سليمان بن عبد الله بن سليم أخبرني شيخ من أهل مكة قال هي أم زفر ماشطة خديجة يعني العجوز التي قال النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت تغشانا في زمن خديجة قلت ومضى في جثامة من أسماء النساء من طريق أبي عاصم عن أبي عامر الخزاز عن بن أبي مليكة عن عائشة ما يقتضي أنه كان اسمها جثامة المزنية فغيره النبي صلى الله عليه وسلم فقال بل أنت حضانة وفي رواية حسانة فكونها مزنية واسمها حضانة يقوي أنها غير الحبشية وإن اتفقا في الكنية وكلام أبي عمر ثم أبي موسى يقتضي أنها واحدة لكن أبو موسى في ترجمة أم زفر قال إنه محتمل وأما أبو عمر فأورد ما يتعلق بها مع خديجة وما يتعلق بالصرع في ترجمة واحدة والعلم عند الله تعالى أم زياد الأشجعية روى حديثها رافع بن سلمة بن زياد الأشجعي عن حشرج بن زياد الأشجعي عن جدته أم أبيها أنها خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر سادسة نسوة قال فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلينا فقال بإذن من خرجتن ورأينا في وجهه الغضب فقلنا خرجنا ومعنا دواء نداوي به الجرحى ونناول السهام ونسقي السويق وفيه أنه قسم لهن من التمر أخرجه أبو داود والنسائي وابن أبي عاصم أم زيد بنت حرام بن عمرو الأنصارية من بني مالك ويقال لها صاحبة الجمل ذكرها §