كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 8)

<266> وتزويج أبي بكر للأشعث بعد الفتح بثلاث سنين أو أربع وقد مضى ذكر قريبة بنت أبي قحافة وقيل هي التي روت الحديث في فضل الصلاة أول الوقت وهو ظاهر صنيع بن السكن ورجحه بن عبد البر وفيه نظر والراجح أنها غيرها فقد جزم بن منده بأن بنت أبي قحافة لها ذكر وليس لها حديث ورواية حديث الصلاة أنصارية فإن مدار حديثها على القاسم بن غنام وهي جدته أو عمته أو إحدى أمهاته أو من أهله على اختلاف الرواة عنه في ذلك فهي على كل حال ليست أخت أبي بكر الصديق قاله بن الأثير قلت وفي البخاري وأخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت ذكره هكذا تعليقا في كتاب الحدود ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق سعيد بن المسيب قال لما مات أبو بكر بكى عليه فقال عمر لهشام بن الوليد قم فأخرج النساء الحديث وفيه فجعل يخرجهن امرأة امرأة حتى خرجت أم فروة وقد تقدمت بقية طرقه في ترجمة هشام بن الوليد أم فروة الأنصارية عمة قاسم بن غنام بالمعجمة والنون الثقيلة وقال بن سعد أخرج حديثها أبو داود والترمذي من طريق عبد الله العمري المكبر الضعيف عن القاسم عن بعض أمهاته عن أم فروة هذه رواية لأبي داود وله في رواية أخرى عن عمة له يقال لها أم فروة وفي رواية الترمذي عن عمته أم فروة وكانت بايعت النبي صلى الله عليه وسلم قال الترمذي لا يروي إلا من حديث العمري واضطربوا في هذا الحديث انتهى وقد وقع في مسند أحمد عن القاسم عن عماته عن أم فروة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة لأول وقتها وأخرجه بن السكن من طريق عبيد الله بن عمر بالتصغير الثقة عن القاسم فقال عن بعض أهله عن أم فروة وكانت ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قالت سألت فذكره قال بن السكن اختلف عنهما في الإسناد انتهى وهذا يرد على إطلاق الترمذي وقد أخرجه الدارقطني والحاكم من طريق عبيد الله المصغر أيضا وقال في القاسم عن جدته الدنيا عن جدته أم فروة وكلام بن السكن يوهم تفرد العمريين به عن القاسم ويرد عليه رواية بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن القاسم لكن قال عن امرأة من المبايعات ولم يسمها أخرجه الطبراني أم فزر بعد الفاء زاي منقوطة ساكنة ثم راء بلا نقطة ذكرها الذهبي في تجريده وقال أسرها زيد بن حارثة فيمن أسر من جذام أم الفضل امرأة العباس بن عبد المطلب اسمها لبابة بنت الحارث الهلالية وهي لبابة الكبرى تقدم نسبها في لبابة الصغرى أختها أسلمت قبل الهجرة فيما قيل وقيل بعدها وقال بن سعد أم الفضل أول امرأة آمنت بعد خديجة وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها ابناها عبد الله وتمام وعمير بن الحارث مولاها وكريب مولى ابنها وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الحارث بن نوفل وآخرون وأخرج الزبير بن بكار وغيره من طريق إبراهيم بن عقبة عن كريب عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم الأخوات الأربع مؤمنات أم الفضل وميمونة وأسماء وسلمى انتهى فأما ميمونة فهي أم المؤمنين وهي شقيقة أم الفضل وأما أسماء وسلمى فأختاهما من أبيهما وهما بنتا عميس الخثعمية وذكره §

الصفحة 266