كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 8)
<36> والعلم عند الله تعالى ثويبة التي أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم وهي مولاة أبي لهب ذكرها بن مندة وقال اختلف في إسلامها وقال أبو نعيم لا أعلم أحدا أثبت إسلامها انتهى وفي باب من أرضع النبي صلى الله عليه وسلم من طبقات بن سعد ما يدل على أنها لم تسلم ولكن لا يدفع قول بن مندة بهذا وأخرج بن سعد من طريق برة بنت أبي تجراة أن أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثويبة بلبن بن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة وأرضعت قبله حمزة وبعده أبا سلمة بن عبد الأسد وقال بن سعد أخبرنا الواقدي عن غير واحد من أهل العلم قالوا كانت ثويبة مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها وهو بمكة وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب وسألته أن يبيعها لها فامتنع فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها أبو لهب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة وبكسوة حتى جاء الخبر أنها ماتت سنة سبع مرجعه من خيبر ومات ابنها مسروح قبلها قلت ولم أقف في شيء من الطرق على إسلام ابنها مسروح وهو محتمل القسم الثاني ثبيتة بنت الضحاك بن خليفة قال أبو عمر ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال علي بن المديني فيما نقله عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي هي أخت أبي جبيرة وثابت ابني الضحاك الأنصاريين قال أبو عمر ذكرها بالنون بدل الموحدة وتفرد بذلك قلت وذكرها أبو نعيم في الباء الموحدة وقبل الهاء نون وحكى أبو موسى أنه اتبع في ذلك بن مندة في التاريخ ولم يذكرها في الصحابة والمشهور أنها بالمثلثة قاله أبو موسى وروى محمد بن سليمان بن أبي حثمة عن عمه سهل بن أبي حثمة قال كنت جالسا عند محمد بن سلمة وهو على إجار له يطارد ثبيتة بنت الضحاك فجعل ينظر إليها فقلت سبحان الله تفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها قلت أخرجه الترمذي وأمعن أبو موسى في تخريج طرقه وبيان الاختلاف فيه ورجح ما ذكره هاهنا وقال أبو موسى في الذيل ذكرت في حديث لمحمد بن سلمة وليس فيه ذكر لصحبتها قلت ذكرتها هاهنا معتمدا على قول أبي عمر القسم الثالث خال وكذا القسم الرابع §