كتاب القضاء والقدر للأشقر

لا يقدر على أفعال العباد، وأن العبد هو الخالق لفعله، فكيف يستعينون بالله على مالا يقدر عليه.
وهؤلاء يعتمدون فيما يفعلون على حولهم وقوتهم وعملهم، وهم يطلبون الجزاء والأجر من الله كما يطلب الأجير أجره من مستأجره، والله ليس محتاجاً إلى العباد وأعمالهم، بل نفع ذلك عائد إلى العباد أنفسهم، ومع كون العباد هم المحتاجين إلى الأعمال، فلا غنى لهم عن الاستعانة بالله (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة: 5] . (فاعبده وتوكل عليه) [هود: 123] .
شبهات وأجوبتها
1- معنى المحو والإثبات في الصحف، وزيادة الأجل ونقصانه:
قد يشكل على بعض الناس مواضع في كتاب الله وأحاديث رسول الله صلى الله وسلم، فيقول بعضهم: إذا كان الله علم ما هو كائن، وكتب ذلك كله عنده في كتاب فما معنى قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) [الرعد: 39] .
وإذا كانت الأرزاق والأعمال والآجال مكتوبة لا تزيد ولا تنقص فما توجيهكم لقوله صلى الله عليه وسلم: " من سرَّه أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه ".
وكيف تفسرون قول نوح لقومه: (أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون - يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى) [نوح: 3-4] .

الصفحة 66