كتاب القضاء والقدر للأشقر

أقصا المدينة رجل يسعى) [يس: 20] (فلما أسلما وتله للجبين) [الصافات: 103] (فوكزه موسى فقضى عليه) [القصص: 15] (فخرج على قومه في زينته) [القصص: 79] والنصوص في هذا كثيرة يصعب إحصاؤها تسند الأفعال إلى من قاموا بها.
الوجه الثالث: زعمهم أن كل شيء قدره الله وخلقه فقد رضيه وأحبه:
وهذا زعم باطل، فالله شاء وجود الكفر والشرك والذنوب والمعاصي من الزنا والسرقة وعقوق الوالدين والكذب وقول الزور، وأكل مال الناس بالباطل، ولكنه كرهها وأبغضها ونهى عباده عنها.
قال ابن القيم: " أخبرني شيخ الإسلام - قدس الله روحه - أنه لام بعض هذه الطائفة على محبة ما يبغض الله ورسوله.
فقال له الملوم: المحبة نار تحرق من القلب ما سوى مراد المحبوب، وجميع ما في الكون مراده، فأي شيء أبُغضُ منه؟
فقال له الشيخ: إذا كان الله قد سخط على أقوام ولعنهم وغضب عليهم وذمهم، فواليتهم أنت وأحببت أفعالهم ورضيتها، تكون موالياً له أو معادياً له؟
قال: فبهت الجبري ولم ينطق بكلمة " (¬1) .
وسيأتي مزيد بحث في هذه المسألة عند الحديث عن الإرادة الكونية والإرادة الشرعية.
¬_________
(¬1) شفاء العليل: ص 16.

الصفحة 82