وقد روى هذا الحديث : عبد الله بن عباس ، ومسروق بن الأجدع ، وأبو سلمة عن عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن الطفيل ، وفَاطِمَة بنت الحسين وعَائِشَة بنت طلحة ومُحَمَّد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عَائِشَة أم المؤمنين :
أما حديث مسروق بن الأجدع :
157- فحَدَّثَنَاه أبو العباس مُحَمَّد بن يعقوب ، قال : حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن عفان العامري ، قال : حَدَّثَنَا عبيد الله بن موسى قال أَخْبَرَنَا شيبان بن عبد الرحمن ، عن فراس ، عن عامر ، عن مسروق ، عن عَائِشَة ، قالت : كنا أزواج النبي عليه السَّلام عنده جميعا لم تغادر منهن امرأة فأقبلت فَاطِمَة تمشي لا والله الذي لا إله إلا هو ما تخطيء مشيتها مشية رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فلما رآها قال : مرحبا بابنتي ، فجلست عن يمينه فسارها فبكت بكاء شديدا فقلت لها من بين نسائه : يا فَاطِمَة اختصك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من بين نسائه بالسر ثم أنت تجزعين من البكاء كما أرى .
فلما رأى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جزعها سارها الثانية فإذا تفتر ضاحكة فقلت : ما رأيت بكاء أقرب من ضحك اليوم قط . فلما قام النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قلت : حدثيني يا فَاطِمَة بما سارك به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قالت : لا والله - تعالى - ما كنت لأفشي على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سره .
فلما توفي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قلت : يا فَاطِمَة عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتيني بما سارك به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ يوم تعلمين ؟
قالت : أما الآن فنعم أما المرة الأولى فإنه قال لي : إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني به العام مرتين وإني لا أرى إلا أجلي قد اقترب ، فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا والله لك ، فجزعت وكان البكاء لذلك وسارني الثانية فقال : أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة .