وهكذا رواه زكريا بن أبي زائدة ، وأبو عوانة الوضاح ، عن فراس بن يحيى :
أما حديث زكريا بن أبي زائدة :
158- فحَدَّثَنَاه الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق ، قال : حَدَّثَنَا بشر بن مرة الأسدي ، ومُحَمَّد بن سليمان بن الحارث الواسطي ، قالا : قال : حَدَّثَنَا أبو نعيم (ح) .
159- وحَدَّثَنَا أبو العباس مُحَمَّد بن يعقوب ، قال : حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن إسحاق الصنعاني ، قال : حَدَّثَنَا أبو نعيم ، قال : حَدَّثَنَاه زكريا بن أبي زائدة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عَائِشَة قالت : كنت عند النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فجاءت فَاطِمَة كأن مشيتها مشية رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فأجلسها عن يمينه ، ثم أسر لها حديثا فبكت ، فقلت : استخصك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بحديث ثم تبكين ، ثم أسر إليها فضحكت ، فقلت : ما رأيت فرحا أقرب من حزن من هذا . أي شيء قال لك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ؟ قالت : ما كنت لأفشي سره ، فلما توفي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، سألتها ، فقالت : نعم ، قال لي : أن جبريل عليه الصَّلاة والسَّلام كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة، وقد عارضني به العام مرتين ، ولا أراني إلا وقد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي ، ونعم السلف أنا لك " ، فبكيت لذلك ، ثم قال : " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، أو نساء هذه الأمة ، فضحكت لذلك .
وأما حديث أبي عوانة ، عن فراس :
160- فحدثني أبو بكر مُحَمَّد بن أحمد بن بالويه ، قال : حَدَّثَنَا إسحاق بن الحسن الحربي ، قال : حَدَّثَنَا عفان .
161- وأَخْبَرَنِي أحمد بن يعقوب الثقفي ، قال : حَدَّثَنَا الحسن بن المثنى العنبري ، قال : حَدَّثَنَا عفان ، قال : حَدَّثَنَا أبو عوانة ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عَائِشَة رَضِىَ الله عَنْها قالت : كنا عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جميعا لا تغادر منا واحدة ، جاءت فَاطِمَة تمشي لا والله ما تخطيء مشيتها مشية رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى انتهت إليه فقال : مرحبا بابنتي ، فأقعدها عن يمينه ، فسارها بشيء فبكت بكاء شديدا ، ثم سارها بشيء فضحكت ، فلما قام رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قلت أخصك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من بيننا بشيء ، إني رأيتك تبكين ، أخبريني ما قال لك ، قالت : ما كنت لأفشي على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سره .
فلما توفي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قلت : أسألك بما لي عليك من الحق إلا أخبرتني بما سارك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قالت : أما الآن فنعم سارني المرة الأولى فقال : إن جبريل صلوات الله عليه كان يعارضني القرآن كل في عام مرة وإنه يعارضني به العام مرتين ولا أراني إلا أجلي قد اقترب ، فاتقي الله واصبري فإني أنا نعم السلف لك ، فكان الذي سمعتم ، فلما رأى جزعي قال : يا فَاطِمَة : أما ترضين أنك سيدة نساء هذه الأمة أو قال : سيدة نساء العالمين .