كتاب فضائل فاطمة الزهراء لأبي عبد الله الحاكم

وأما حديث عَائِشَة بنت طلحة ، عن عَائِشَة رَضِىَ الله عَنْها :
166- فحَدَّثَنَاه أبو العباس مُحَمَّد بن يعقوب ، قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن إسحاق الصنعاني ، قال : حَدَّثَنَا عثمان بن عمرو بن فارس ، قال : حَدَّثَنَا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو ، عن عَائِشَة بنت طلحة ، عن أم المؤمنين عَائِشَة رَضِىَ الله عَنْها أنها قالت : ما رأيت أحدًا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من فَاطِمَة وكانت إذا دخلت عليه قام فقبلها ورحب بها وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قامت إليه فقبلته وأخذت بيده ، فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر إليها فضحكت .
فقلت كنت أحسب أن لهذه المرأة فضلا على النساء فإذا هي امرأة منهن بينا هي تبكي إذ هي تضحك فسألتها عن ذلك فقالت إني إذا لكذا أخبر بسر رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
فلما توفي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سألتها عن ذلك فقالت أسر إلي أنه ميت فبكيت ثم أسر إلي فأَخْبَرَنِي أني أول أهله لحوقا به فضحكت .
وأما حديث فَاطِمَة بنت الحسين بن علي ، عن عَائِشَة :
167- فحَدَّثَنَاه أبو جعفر مُحَمَّد بن أحمد بن سعيد الرازي ، قال : حَدَّثَنَا أبو عبد الله مُحَمَّد بن مسلم بن وارة ، قال : حَدَّثَنَا سعيد بن أبي مريم قال هذا كتاب لنافع بن يزيد هو أعطاه بيده ، وأنا شاك أن أكون عرضته عليه أم لا قال حدثني عمارة بن غزية عن مُحَمَّد بن عبد الله ، أن أمه فَاطِمَة بنت حسين حدثته أن عَائِشَة رَضِىَ الله عَنْها كانت تقول إن رسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في مرضه الذي قبض فيه قال لفَاطِمَة يا بنية أكبي علي .
فأكبت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه وهي تبكي ، وعَائِشَة حاضرة ثم قال رسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك بساعة أكبي علي فأكبت عليه ، فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تضحك فقالت عَائِشَة يا بنت رسول الله أخبريني ماذا ناجاك أبوك قالت أوشكت رأيته ناجاني على حال سر ، ثم ظننت أني أخبر بسره وهو حي فشق ذلك على عَائِشَة أن يكون سرا دونها .
فلما قبضه الله إليه قالت عَائِشَة لفَاطِمَة ألا تخبريني ذلك الخبر قالت أما الآن فنعم ناجاني في المرة الأولى فأَخْبَرَنِي أن جبريل عليه السَّلام كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وإنه عارضه القرآن العام مرتين وإنه أخبره لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش نصف عُمر الذي قبله وإنه أَخْبَرَنِي أن عيسى عاش عشرين ومِئَة سنة ولا أراني إلا وهو على رأس الستين فأبكاني ذلك وقال يا بنية إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى امرأة صبرا ثم ناجاني في المرة الأخرى فأَخْبَرَنِي أني أول أهله لحوقا به وقال إنك سيدة نساء أهل الجنة .

الصفحة 123