كتاب هل العهد القديم كلمة الله

ووضع أدواته في خيمته" (صموئيل (1) 17/ 54)، إذ أن أورشليم لم تكن من مدن اليهود زمن قتل جليات، وقد كان الملك شاول حينذاك مقيماً في جبعة شاول (انظر صموئيل (1) 14/ 2)، ثم افتتح داود أورشليم في السنة الثامنة من ملكه، وجعلها عاصمة لملكه (انظر صموئيل (2) 5/ 5 - 7)، وهكذا فإن من الخطأ البيِّن ذكر السفر ذهاب داود إلى أورشليم عاصمة اليبوسيين حينذاك، وقد أقر بهذا الغلط الآباء اليسوعيون فقالوا: "هذه الآية إضافة، إذ لم تفتح أورشليم إلا في وقت لاحق".
- وتناقض الكتاب في مسألة قتل شاول وجليات لن يكون أشد غرابة مما جاء به سفر الأمثال، إذ يوصي في فقرة واحدة بوصيتين متناقضتين، في أولاهما يدعو لعدم مقابلة الجاهل حسب حماقته، ثم يعود ليدعو إلى مقابلة الجاهل حسب حماقته، ليترك للقارئ دهشاً لا يدري بأي الوصيتين يعمل، يقول السفر: " لا تجاوب الجاهل حسب حماقته، لئلا تعدله أنت، جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيماً في عيني نفسه" (الأمثال 26/ 4 - 5)، فكيف يقابل أولئك الذين يهتدون بهدي الكتاب حماقة الجاهل؟
- ومن التناقضات التي وقع فيها كُتَّاب التوراة أنه جاء في سفر الملوك أن الله وعد داود فقال: "ويكون لداود ونسله وبيته وكرسيه سلام إلى الأبد" (الملوك (1) 2/ 33).
لكن في سفر صموئيل ما ينقض ذلك تماماً، فقد قال له الله: " والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني، وأخذت امرأة أوريا الحثي" (صموئيل (2) 12/ 10)، فهل وُعِد بالسيف الأبدي أم بالسلام الأبدي، فالسيف والسلام ضدان لا يجتمعان.
- ومن التناقضات أنه جاء في سفر التكوين في الإصحاح السادس أن البهائم التي نجت مع نوح اثنين اثنين، من كل ما يدب على الأرض "فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك. ومن كل حيّ من كل ذي جسد اثنين، من كلّ تدخل

الصفحة 169