كتاب هل العهد القديم كلمة الله

التناقضات يقع فيها كاتب سفر الملوك الثاني، فيناقض نفسه مرة بعد مرة، وهو يحدثنا عن الملك يهورام بن اخآب ملك مملكة إسرائيل، فقد تولى الملك بعد أخيه أخزيا، وكان توليه الملك إبان حكم الملك يهورام بن يهوشافاط لمملكة يهوذا، وتحديداً في السنة الثانية لحكم الملك يهورام اليهوذي، يقول مؤلف سفر الملوك: "وملك يهورام (ابن اخآب) عوضاً عنه في السنة الثانية ليهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا " (الملوك (2) 1/ 17).
لكن كاتب السفر - الملهم حسب اعتقاد النصارى - سرعان ما غيّر رأيه، فزعم أن تولي يهورام للحكم كان في السنة الثامنة عشرة من ملك الأب يهوشافاط، وليس في عهد ابنه كما كان قد زعم، يقول: "وملك يهورام بن اخآب على إسرائيل في السامرة في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط ملك يهوذا" (الملوك (2) 3/ 1)، فمرّة زعم أن الملك السامري يهورام تولى الحكم زمن الملك اليهوذي يهوشافاط، ومرة زعم أنه تولاه في زمن ابنه، وبين التاريخين فرق تسع سنوات، وهي السنوات السبع الباقية من حكم الأب يهوشافاط. (انظر الملوك (1) 22/ 42)، إضافة إلى السنتين الأولين من حكم ابنه.
ورغم الاختلاف الذي ذكرناه آنفاً في وقت تولي الملك يهورام ابن آخاب الملك في السامرة، (هل هو بعد 18 سنة من حكم يهوشافط (الملوك (2) 3/ 1) أو بعد بعد سنتين من حكم ابنه يهورام (الملوك (2) 1/ 17)،) إلا أنه على كل حال تولى الحكم بعد أن سبقه الاثنان إلى حكم أورشليم.
وهذا ما يعود لنقضه الكاتب المجهول لسفر الملوك، إذ يزعم أن يهورام بن آخاب ملك على السامرة قبل تولي الملك يهورام بن يهوشافاط على أورشليم، فيقول: "وفي السنة الخامسة ليورام بن اخآب ملكِ إسرائيل ... ملَكَ يهورام بن يهوشافاط ملك يهوذا " (الملوك (2) 8/ 16)، فأي اليهورامين تولى أولاً؟ ابن آخاب كما يصرح في (الملوك (2) 8/ 16) أم ابن يهوشافاط كما في (الملوك (2) 1/ 17).

الصفحة 186