كتاب هل العهد القديم كلمة الله

رئيس الشرط رجل مصري من يد الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى هناك " (التكوين 39/ 1). فمن المسئول عن هذا الخطأ؟ هل هو الله؟ تعالى عن ذلك، أم هو الكاتب المجهول الذي كتب السفر؟ أم نساخ آلاف المخطوطات الذين لم يكونوا أمناء في نساختهم للأسفار؟ أم أولئك الذين اعتبروا هذه الكتابات التاريخية - بما فيها من خلل وزلل - كلمة الله؟
أياً كانت الإجابة، فإن الكتاب المقدس لم ينج من الخطأ والزلل، مما يمنع أن يكون بحق كلمة الله.
- ومن أخطاء الكتاب المقدس ما زعمه سفر الأيام من إدراك الملك السامري بعشا للسنة السادسة والثلاثين من حكم الملك اليهوذي آسا، وبناؤه للرامة فيها، حيث يقول: "في السنة السادسة والثلاثين لملك آسا صعد بعشا ملك إسرائيل على يهوذا وبنى الرامة" (الأيام (2) 16/ 1)، وهو خطأ- ولا ريب - لأن الملك بعشا مات قبل هذا التاريخ بتسع سنين.
وإثبات ذلك ميسور، فقد ملك بعشا في السنة الثالثة من حكم آسا، وبقي في الملك مدة أربع وعشرين سنة، أي أنه مات في السنة السابعة والعشرين من حكم الملك آسا، فقد جاء ذلك في سفر الملوك "في السنة الثالثة لآسا ملِك يهوذا ملَك بعشا بن أخيا على جميع إسرائيل في ترصة أربعاً وعشرين سنة" (الملوك (1) 15/ 33).
ومما يؤكد هذا أنه قد توالى على الملك بعده في هذه السنوات التسع ثلاثة ملوك: وهم: ابنه أيلة، ثم زمري، ثم عمري.
ويحدد لنا سفر الملوك - بدقة - سنوات تولي الملوك الثلاثة، فيقول: "واضطجع بعشا مع آبائه، ودفن في ترصة، وملَك أيلة ابنه عوضاً عنه .. في السنة السادسة والعشرين لآسا ملِك يهوذا ملَك أيلة بن بعشا على إسرائيل .. فدخل زمري، وضربه،

الصفحة 190