كتاب هل العهد القديم كلمة الله

- ومن الأغلاط ما ذكره سفر التكوين من اطلاع أم عيسو على ما أضمره ابنها في قلبه، حيث يقول: "قال عيسو في قلبه: قربت أيام مناحة أبي. فأقتل يعقوب أخي. فأخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر" (التكوين 27/ 41 - 42)، والمفروض أنه أضمره فكيف اطلعت عليه؟
- ومن الأغلاط حديث التوراة عن رحلة هاجر وابنها إسماعيل، إذ تذكر التوراة أن ذلك كان بعد مولد إسحاق وفطامه، ثم هي تتحدث عن حمل هاجر لابنها إسماعيل على كتفها، وكأنه طفل صغير، وقد كان عمره حينذاك لا يقل عن ستة عشر عاماً، كما يتضح من عمر إبراهيم حين ولادة ابنيه. (انظره في التكوين 16/ 16، 21/ 5).
فالكاتب لهذا السفر غلط ونسي أنه يتحدث عن شاب، وليس عن طفل صغير، يقول كاتب السفر: "فكبر الولد (إسحاق) وفطم، وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق .. فبكر إبراهيم صباحاً وأخذ خبزاً وقربة ماء، وأعطاهما لهاجر واضعاً إياهما على كتفها والولد، وصرفها، فمضت .. ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار، ومضت، وجلست مقابله بعيداً نحو رمية قوس، لأنها قالت: لا أنظر موت الولد .. ونادى ملاك الله هاجر من السماء، وقال لها: ما لك يا هاجر، لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو، قومي احملي الغلام وشدي يدك به ... فذهبت وملأت القربة ماء، وسقت الغلام" (التكوين 21/ 7 - 19).
- ويتحدث سفر التكوين عن سارة زوجة إبراهيم، فيذكر من جمالها وحسنها أنها وقعت في استحسان فرعون مصر هي تبلغ الخامسة والستين من العمر، ومثل هذا غير معهود في النساء، إذ يذوي الجمال والحسن دون هذا السن، وامرأة في الخامسة والستين لا نراها تصلح لتكون محلاً لإعجاب الملوك وهيامهم.
ثم لما تجاوزت التسعين وقعت في استحسان ملك جرار أبيمالك، ومثل هذا من الشطط الذي يتنزه عنه وحي الله وكتبه.

الصفحة 196