كتاب هل العهد القديم كلمة الله

33/ 22)، لكن الواقع يكذب ذلك، فاليهود أقل أهل الأرض عدداً، إذ لا يبلغ تعدادهم في الأرض كلها ستة عشر مليوناً، علاوة على أن غالبهم ليسوا من أصول إسرائيلية.
وهذا أيضاً يقودنا للحديث عن الأعداد المهولة التي قدمتها التوراة لبني إسرائيل إبان موسى وبعده، إذ تتحدث التوراة عن أصل إسرائيل وهو يعقوب وأبناؤه وقد بلغوا حين هجرتهم إلى مصر سبعين نفساً. (انظر الخروج 1/ 3).
ثم تذكر التوراة أنهم " أثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيراً جداً، وامتلأت الأرض منهم " (الخروج 1/ 7).
وبعد مائتي سنة على دخولهم مصر؛ خرجوا منها، بعد سنين طويلة وقاسية؛ عانوا فيها صنوفاً من الاضطهاد واستباحة النساء وقتل الذكور، ولدى نزولهم في سيناء تذكر التوراة أن موسى أمر بتعداد بني إسرائيل "فكان جميع المعدودين من بني إسرائيل حسب بيوت آبائهم من ابن عشرين سنة فصاعداً، كل خارج للحرب في إسرائيل، كان جميع المعدودين ستمائة ألف وثلاثة آلاف وخمس مائة وخمسين (603550). وأما اللاويين حسب سبط آبائهم فلم يعدوا بينهم " (العدد 1/ 45 - 47)، وإذا كان الرجال القادرون على الحرب في أحد عشر سبطاً قد بلغوا الستمائة ألف، فيفهم من هذا أن بني إسرائيل قد جاوزوا المليون.
ومما يشكك في الرقم التوراتي الكبير أن موسى عليه السلام، وهو أحد الخارجين من مصر يعتبر الجيل الثاني للداخلين إلى مصر، فهو موسى بن عمران بن قهات بن لاوي. (انظر الخروج 6/ 16 - 20)، وجده قهات من الداخلين إلى مصر كما ذكرت التوراة. (انظر التكوين 46/ 11).
ويستحيل تنامي العدد بهذه الزيادة خلال جيلين أو ثلاثة، فمثلاً لم يكن الجيل

الصفحة 201