كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

عليكم الأمم من كل أفق، كما تَداعَى الأكَلةُ على قَصْعتها". قلنا: يا رسول الله أمِنْ قلّةٍ بنا يومئذ؟ قال: "أنتم يومئذكثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل. تُنزَع المهابةُ من قلوب عدوّكم، ويُجعل في قلوبكم الوَهْنُ".
قالوا (¬1): وما الوهن؟ قال: "حبّ الحياة، وكراهة الموت".
وفي المسند (¬2) من حديث أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمّا عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمِشون وجوههم وصدورهم.
فقلتُ: من هؤلاء يا جبريل؟ " قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم.
وفي جامع الترمذي (¬3) من حديث أبي هريرة [21/ أ] قال: قال رسول
¬__________
= البخاري على روايته عن مكحول بالانقطاع. انظر: التاريخ الكبير (4/ 279) وتهذيب الكمال (13/ 47).
ورواه عمرو بن عبيد العَبْشمي عن حذيفة موقوفًا. أخرجه الطيالسي في مسنده (1085) وغيره. قلت: عمرو بن عبيد هذا شامي فيه جهالة، وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 179).
(¬1) ف: "قالوا يا رسول الله".
(¬2) تقدم تخريجه في ص (54).
(¬3) برقم (2404). وأخرجه ابن المبارك في الزهد (50) وابن أبي الدنيا في العقوبات (7) وهناد في الزهد (860) والبغوي في شرح السنة 14/ 394 (4199) وغيرهم، من طريق يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة، فذكره. قال البغوي: "هذا الحديث لا يعرف إلا من هذا الوجه، ويحيى بن عبيد الله تكلم فيه شعبة". قلت: قال الحاكم: "روى عن أبيه عن أبي هريرة بنسخة أكثرها مناكير ... ". وقال ابن حجر في التقريب: "متروك، وأفحش الحاكم فرماه بالوضع". انظر: تهذيب الكمال (31/ 450 - 453).
قلت: وقد جاء نحو هذا الحديث من قول نوف البكالي -وكان يقرأ الكتب- قال: "إني لأجد صفة ناس من هذه الأمة في كتاب الله المنزل: قوم يجتالون الدنيا =

الصفحة 104