كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

السلطان. وما منع قوم زكاةَ أموالهم إلا مُنِعوا القَطْرَ من السماء، فلولا البهائم لم يُمطَروا. ولا خفر قوم العهد إلا سلّط الله عليهم (¬1) عدوَّهم من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تعمل أئمّتُهم بما أنزل الله في كتابه إلا جعل الله بأسَهم بينهم".
وفي المسند والسنن (¬2) من حديث عمرو بن مُرّة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي عبيدة، عن عبد الله (¬3) بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [21/ ب] "إنّ من كان قبلكم كان إذا عمل العامل فيهم بالخطيئة جاءه الناهي تعذيرًا (¬4)، فإذا كان الغدُ جالَسَه وواكَلَه وشارَبه، كأنه لم يره على خطيئةٍ بالأمس. فلما رأى الله عَزَّ وَجَلَّ ذلك منهم (¬5) ضرَبَ بقلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى بن مريم.
ذلك بما عصوا، وكانوا يعتدون. والذي نفس محمَّد بيده، لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، ولتأخذُنّ على يد السفيه، ولتأطُرُنّه على الحق أطرًا، أو ليضربَنّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننَّكم
¬__________
(¬1) ز: "سلط عليهم".
(¬2) أخرجه أبو داود (4337) وابن أبي الدنيا في العقوبات (12) والطبراني (10/ رقم 10267، 10268) من طريق عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن ابن مسعود فذكره. ورواه جماعة عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن ابن مسعود. أخرجه أحمد 1/ 391 (3713) والترمذي (3047) وقال: "هذا حديث حسن غريب"، وابن ماجه (4006) وأبو داود (4336).
والحديث في سنده انقطاع. أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا. انظر تحقيق المسند (6/ 251 - 252).
(¬3) ف: "عن ابن عبد الله". س، ز: "أبي عبيدة بن عبد الله". والمثبت من ل، خا.
(¬4) أي ينهاه نهيًا يقصّر فيه ولا يبالغ. انظر النهاية (3/ 198).
(¬5) ف: "منهم ذلك".

الصفحة 108