كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الجيَف. أهواؤهم مختلفة، فيتيح الله لهم فتنةً غبراءَ مظلمةً، فيتَهاوكون (¬1) فيها. والذي نفس محمَّد (¬2) بيده، لَيُنْقَضَنّ الإِسلام عروةً عروةً، حتى لا يقال: الله الله. لَتأمرُنَّ بالمعروف، ولَتنهوُنَّ عن المنكر،
أو لَيسلّطَنّ اللهُ عليكم شِراركم فليَسومُنّكم (¬3) سوء العذاب. ثم يدعو خيارُكم، فلا يستجاب لهم. لتأمرُنّ بالمعروف، ولتنهوُنّ عن المنكر، أو ليبعثنَّ الله عليكم من لا يرحم صغيركم، ولا يوقّر كبيركم".
وفي معجم الطبراني وغيره (¬4) من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما طفَّفَ قوم كيلًا ولا بخسوا ميزانًا إلا منعهم الله عَزَّ وَجَلَّ القَطْر. وما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت. وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون، ولا ظهر في قوم القتلُ -يقتل بعضهم بعضًا- إلا سلط الله عليهم عدؤَهم، ولا ظهر في قوم عملُ قوم لوط إلا ظهر فيهمِ الخسف. وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم تُرفع أعمالُهم، ولم يُسمَع
¬__________
(¬1) "تهوّك": تحيّر، واضطرب، وسقط في هوّة الردى. و "يتهاوكون" أي يتساقطون فيها ويضطربون. ولم أجد "تهاوك" في اللسان والتاج.
(¬2) ز: "نفسي".
(¬3) ف، ل: "فليسومونكم". وكذا في العقوبات.
(¬4) لم أقف عليه في المعاجم الثلاثة. لكن أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 45 (10992) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كيسان حدثني أبي عن الضحاك بن مزاحم عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس فذكر نحوه. قلت: هذا حديث منكر. قال البخاري في تاريخه (5/ 178) في ترجمة عبد الله بن كيسان: "وله ابن [يسمى] إسحاق، منكر ليس من أهل الحديث". وقال ابن حبان في الثقات في ترجمة عبد الله: "يُتّقى حديثه من رواية ابنه عنه". انظر لسان الميزان (2/ 63).

الصفحة 118