كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أيها الناس إنكم تتلون هذه الآية، وإنكم تضعونها على غير مواضعها (¬1): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]. وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم، فلم يأخذوا على يديه- وفي لفظ: إذا رأوا المنكر، فلم يغيّروه- أوشك أن يعمَّهم الله بعقاب من عنده".
وذكر الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُخفيت (¬2) الخطيئة لم تضرَّ إلا صاحبَها، وإذا ظهرت (¬3) فلم تُغيَّرْ ضرّت العامةَ" (¬4).
¬__________
= (2168، 3057) وابن ماجه (4005) وابن حبان (304) وغيرهم. وسنده صحيح، والحديث صححه الترمذي وابن حبان والنووي وغيرهم. وقد اختلف في رفعه ووقفه، ورفعه صحيح. انظر علل الدارقطني (1/ 249 - 253).
(¬1) ف: "في غير مواضعها".
(¬2) ل: "خفيت".
(¬3) ز: "أظهرت ولم تغير". س: "أعلنت". وفي الحاشية: "أظهرت".
(¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (40) والطبراني في الأوسط (4770)، من طريق مروان بن سالم الغفاري عن الأوزاعي به، فذكره.
قلت: هذا الحديث آفته مروان بن سالم، وهو متروك متهم. قال الساجي: "كذاب يضع الحديث". وظهر مصداق ذلك هنا. فقد رواه ابن المبارك وبشر بن بكر والوليد بن مسلم وعقبة وغيرهم كلهم عن الأوزاعي عن بلال بن سعد قال، فذكره. أخرجه ابن المبارك في الزهد (1350) والبيهقي في الشعب (7196) وأبو نعيم في الحلية (5/ 222) وابن عساكر في تاريخه (10/ 490) وغيرهم.
وسنده صحيح إلى بلال بن سعد.
وثبت عن عمر بن عبد العزيز بنحوه عند مالك في الموطأ (2836) ونعيم في الفتن (421) وغيرهما.

الصفحة 121