كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يذوب فيه قلب المؤمن، كما يذوب الملح في الماء". قيل: مِمّ (¬1) ذاك يا رسول الله؟ قال: "مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره (¬2) ".
وذكر الإِمام أحمد (¬3) من حديث [24/ أ] جرير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من قوم يُعمَل فيهم بالمعاصي، هم أعزّ وأكثر ممن يعمله، لم يغيروه (¬4)، إلا عمّهم الله بعقاب".
وفي صحيح البخاري (¬5) عن أسامة بن زيد قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يُجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع عليه أهل النار، فيقولون: أيْ فلان، ما شأنك؟ ألستَ كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن
المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر
¬__________
(¬1) س: "بم".
(¬2) في حاشية س: "خ المنكرَ لا يقدر على دفعه".
(¬3) في المسند 4/ 364 (19230). وأخرجه أبو داود (4339) وابن ماجه (4009) والطيالسي (698) والطبراني 2/ 331 - 332 (2380 - 2385) وابن حبان (300، 302) وغيرهم، من طريق شعبة وإسرائيل ويونس ومعمر وأبي الأحوص، وغيرهم، كلهم عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن جرير عن أبيه جرير، فذكره.
وخالفهم شريك فرواه عن أبي إسحاق عن المنذر بن جرير عن أبيه جرير فذكره. أخرجه أحمد (19192) والطبراني (2379).
ورواية الجماعة أشبه بالصواب. والحديث فيه عبيد الله بن جرير، ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: مقبول. انظر تهذيب الكمال (19/ 17) والتقريب (4280). والحديث له شواهد عدّة كحديث أبي بكر المتقدم وغيره.
(¬4) س: "ولم يغيّروه".
(¬5) تقدم تخريجه في ص (52).

الصفحة 123