كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومنها: حرمان الرزق. وفي المسند: "إنّ العبد لَيُحْرَم الرزقَ بالذنب يصيبه". وقد تقدّم (¬1).
وكما أنّ تقوى الله مَجلَبة للرزق، فتركُ التقوى مجلبة للفقر. فما استُجْلِبَ رزقُ الله بمثل ترك المعاصي.
ومنها: وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبيّن الله، لا يوازنها ولا يقارنها (¬2) لذة أصلًا. ولو اجتمعت له لذّاتُ الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة. وهذا أمر لا يحسّ به إلا من في قلبه حياة. و"ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ" (¬3).
فلو لم يترك الذنوب إلا حذرًا من وقوع تلك الوحشة، لكان العاقل حريَّا بتركها.
وشكا رجل إلى بعض العارفين وحشةً يجدها في نفسه فقال له (¬4): إذا كنتَ قد أوحشتك الذنوبُ ... فدَعْها إذا شئتَ واستأنسِ (¬5)
¬__________
(¬1) في ص (103،13).
(¬2) كذا في ل، خا. وفي ف: "لا يوازيها ولا يقاربها". وفي ز: "لا يوازنها ولا يقاربها". والفعل الثاني في س بالباء والنون معًا.
(¬3) عجز بيت لأبي الطيب في ديوانه (245) وصدره: من يَهُنْ يسهُلِ الهوانُ عليه
(¬4) ف: "قال له". ز: "وقال له".
(¬5) أنشده المصنف في المدارج (2/ 406) أيضًا، وسيأتي مرة أخرى في ص (183). وهو يشبه قول القاضي أبي بكر الأرّجاني، وقد يكون رواية مغيّرة منه:
أساتَ فاصبحتَ مستوحشا ... فأحسِنْ متى شئتَ واستانِسِ
انظر: ديوانه (816)، وخريدة القصر- قسم فارس (3/ 281)، وصدره في =

الصفحة 133