كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومنها: أنّ المعاصي توهن القلب والبدن.
أما وهنها للقلب، فأمر ظاهر بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته وأما وهنها للبدن، فإنّ المؤمن قوته من قلبه (¬1)، وكلّما قوي قلبه قوي بدنه. وأما الفاجر (¬2)، فإنّه وإن كان قويَّ البدن، فهو أضعف شيء عند الحاجة، فتخونه قوته أحوجَ ما يكون إلى نفسه. وتأمَّلْ قوة أبدان فارس والروم، كيف خانتهم أحوجَ ما كانوا إليها (¬3)؛ وقهرهم أهلُ الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم؟

ومنها: حرمان الطاعة. فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنّه (¬4) يصدّ عن طاعة تكون بدَلَه، ويقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه (¬5) طريقُ ثالثةٍ، ثم رابعةٍ، وهلمّ جرًّا. فينقطع عليه (¬6) بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها (¬7) خير له من الدنيا وما عليها. وهذا كرجل أكل أكلةً أوجَبَتْ له مرضة [26/ ب] طويلةً منعته من عدة أكَلات أطيب منها، فالله المستعان (¬8).
¬__________
(¬1) ز: "في قلبه".
(¬2) ز: "العاجز"، تحريف.
(¬3) ز: "إليهم"، خطأ.
(¬4) ز: "أن".
(¬5) س، ز: "فتنقطع عليه". وزاد بعده في ف: "بالذنب".
(¬6) ز "عنه".
(¬7) س، ز: "كل واحد". و "منها" ساقط من ل.
(¬8) ف، ز: "والله المستعان".

الصفحة 136