كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومنها: أن المعاصي تقصّر العمر (¬1)، وتمحق بركته، ولابدّ؛ فإنّ البرّ كما يزيد في العمر، فالفجور (¬2) يقصّر العمر.
وقد اختلف (¬3) الناس في هذا الموضع. فقالت طائفة: نقصان عمر العاصي هو ذهابُ بركة عمره ومحقُها عليه. وهذا حقّ، وهو بعض تأثير المعاصي.
وقالت طائفة: بل تنقصه (¬4) حقيقة، كما ينقص الرزقُ. فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابًا تكثَرّه وتزيده، وللبركة في العمر أسبابًا تكثِّره وتزيده (¬5).
قالوا: ولا يمتنع زيادة العمر بأسباب، كما ينقص بأسباب.
والأرزاق (¬6) والآجال، والسعادة والشقاوة، والصحّة والمرض، والغنى والفقر، وإن كانت بقضاء الربّ عز وجل، فهو يقضي ما يشاء بأسباب جَعَلها موجِبةً لمسبَّباتها مقتضيةً لها.
وقالت طائفة أخرى: تأثير المعاصي في محق العمر إنّما هو بأنّ
¬__________
(¬1) "العمر" ساقط من س.
(¬2) في ز: "وإنّ البرّ ... والفجور" بالواو مكان الفاء، وهو خطأ.
(¬3) ف: "وقد تكلم".
(¬4) "بل" ساقطة من ف. وفيما عدا ل: "ينقصه".
(¬5) "وللبركة ... وتزيده" ساقط من ف.
(¬6) ل: "فالأرزاق".

الصفحة 137