كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يجد من الألم بمفارقتها؛ كما صرّح بذلك شيخ القوم الحسن بن هانئ
حيث يقول:
وكاس شربتُ على لذة ... وأخرى تداويتُ منها بها (¬1)
وقال آخر (¬2):
فكانت دوائى وهي دائي بعينه ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر (¬3)
ولايزال العبد يعاني الطاعة، ويألفها، ويحبّها، ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكةَ تؤزُّه إليها (¬4) أزًّا، وتحرّضه عليها، وتزعجه عن فراشه ومجلسه إليها (¬5). ولا يزال يألف المعاصي،
ويحبّها، ويؤثرها (¬6)، حتّى يرسل الله عليه الشياطين فتؤزّه إليها أزًّا.
فالأول قوّى جندَ الطاعة بالمدد، فصاروا من أكبر أعوانه. وهذا
¬__________
(¬1) ف: "فكاسٌ"، ص: "وكاسًا". وكذا نسبه المؤلف هنا إلى أبي نواس، ونحوه في زاد المعاد: "قال شيخ الفسوق" (4/ 209). والبيت للأعشى في ديوانه (223). أما بيت أبي نواس الذي في معناه فهو:
دَعْ عنك لومي فإن اللوم إغراءُ ... وداوِني بالتي كانت هي الداءُ
انظر ديوانه (6).
(¬2) ف: "الآخر".
(¬3) س، ز: "وكانت". ز: "وهو دائي". والشطر الثاني من بيت مشهور ينسب إلى المجنون (ديوانه: 122) وإلى قيس بن ذريح (شعره: 95)، صدره: تداويتُ من ليلى بليلى عن الهوى ولعل قائل البيت الذي نقله المؤلف ضمّن الشطر الثاني.
(¬4) "إليها" ساقط من ز.
(¬5) "وتحرضه ... إليها" ساقط من ف.
(¬6) "ويؤثرها" ساقط من ف.

الصفحة 140