كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
ومنها: أن المعصية سبب لهوانِ العبد على ربه، وسقوطِه من عينه.
قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصَوه، ولو عزّوا عليه لَعَصَمهم (¬1).
وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]. وإنْ عظّمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفًا (¬2) من شرّهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.
ومنها: أن العبد لا يزال يرتكب (¬3) الذنب، حتّى يهون عليه، ويصغر في قلبه. وذلك علامة الهلاك، فإنّ الذنب كلّما صغُر [28/ أ] في عين العبد عظُم عند الله.
وقد ذكر البخاري في صحيحه (¬4) عن ابن مسعود (¬5) قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنّه (¬6) في أصل جبل يخاف أن يقع عليه. وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطار.
¬__________
(¬1) لم أقف عليه. وقد ورد عن أبي سليمان الداراني قال: "إنما هانوا عليه فتركهم ومعاصيه، ولو كرموا عليه لمنعهم عنها". أخرجه أبونعيم في الحلية (9/ 261) والبيهقي في الشعب (6863) وابن عساكر في تاريخه (34/ 151).
(¬2) س: "خوفهم".
(¬3) ف: "يركب".
(¬4) في كتاب الدعوات، باب التوبة (6308).
(¬5) ل: "عبد الله بن مسعود".
(¬6) "كانه" ساقط من ف.

الصفحة 144