كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يارب، لعل الله عَزَّ وَجَلَّ أن ينجيه.

فصل
ومن الآفات التي تمنع ترتُّبَ أثرِ الدعاء عليه: أن يستعجل العبد، ويستبطئ الإجابة، فيستحسرَ، ويدَعَ الدعاء. وهو بمنزلة مَن (¬1) بذر بَذرًا، أو غرس غِراسًا، فجعل يتعاهده ويسقيه، فلمّا استبطأ كمالَه وادراكَه، تركه وأهمله! وفي صحيح البخاري (¬2) من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (¬3): "يستجاب لأحدكم ما لم يعجَلْ، يقول: دعوتُ، فلم يُستجَبْ لي".
وفي صحيح مسلم (¬4) عنه: "لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعةِ رحيم، ما لم يستعجلْ". قيل: يا رسولَ الله، وما الاستعجال (¬5)؟ قال: "يقول: قد دعوتُ وقَد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب (¬6) لي. فيَستحسِرُ عند ذلك ويدَعُ الدعاء".
¬__________
(¬1) "أن يستعجل ... من" ساقط من س.
(¬2) ز: "وفي البخاري". والحديث في كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل (6340).
(¬3) ف: "أبي هريرة قال: قال رسول الله".
(¬4) في كتاب الذكر والدعاء، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل (2735).
(¬5) س: "وما لا يستعجل".
(¬6) س، ل: "يستجب".

الصفحة 15