كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يرجع إليه. كلّما رجع إليه فغَر له فاه، فألقمه حجرًا (¬1) قلتُ لهما (¬2): ما هذان؟ قالا لي: انطلِقْ انطلِقْ.
فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المَرْآةِ (¬3)، كأكره (¬4) ما أنت راءٍ رجلًا مَرْأىً، وإذا هو عنده نارٌ يحُشها (¬5) ويسعى حولها". قال: "قلتُ لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلِقْ انطلِقْ.
فانطلقنا، فأتينا على روضة مُعْتمّة (¬6) فيها من كلّ نَور الربيع، وإذا بين ظهرانَي الروضة (¬7) رجل طويل لا أكاد أرى رأسه [30/ أ] طولًا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثرِ ولدان رأيتُهم (¬8) قطُّ". قال: "قلتُ: ما هذا؟ وما هؤلاء (¬9)؟ "قال: "قالا لي: انطلِقْ انطلِقْ.
فانطلقنا، فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحةً قطّ (¬10) أعظمَ منها ولا أحسنَ (¬11)! " قال: "قالا لي: ارقَ فيها، فارتقينا فيها إلى مدينة مبنيّة بلَبِنِ ذهب ولبِنِ فضّة". قال: "فأتينا باب المدينة، فاستفتحنا، ففُتِح لنا،
¬__________
(¬1) "فينطلق فيسبح ... حجرًا" ساقط من ف.
(¬2) "لهما" ساقط من ف.
(¬3) المرآة والمرأى: المنظر.
(¬4) س، ز: "أو كاكره".
(¬5) ف: "عند نارِ ... ". ويحشّها: يوقدها.
(¬6) من اعتمّ النبت إذا التفّ وطال. وانظر: فتح الباري (12/ 443).
(¬7) ف: "ظهر الروضة" ز: "ظهري الربيع الروضة"!
(¬8) ز: "ما رأيتهم".
(¬9) لم ترد واو العطف في س. وفي ل: "قلت: ما هؤلاء".
(¬10) ف: "قط دوحة".
(¬11) س: "وأحسن".

الصفحة 155