كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

المالح هو الساكن، فسمَّى (¬1) القرى. التي على المياه الجارية باسم تلك المياه.
وقال ابن زيد: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الروم: 41] قال: الذنوب (¬2).
قلت: أراد أنّ الذنوب (¬3) سبب الفساد الذي ظهر. وإن أراد أنّ الفساد الذي ظهر هو الذنوب نفسها، فيكون قوله (¬4) {لِيُذِيقَهُمْ} لام العاقبة والتعليل.
وعلى الأول، فالمراد بالفساد النقصُ والشرُّ والآلامُ التي يُحدثها الله في الأرض عند معاصي العباد، فكلّما أحدثوا ذنبًا أحدث لهم عقوبةً، كما قال بعض السلف: كلّما أحدثتم ذنبًا أحدث الله لكم من سلطانه عقوبةً (¬5).
والظاهر- والله أعلم- أنّ "الفسادَ" المرادُ به الذنوبُ وموجَباتها (¬6).
ويدل عليه قوله: {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا}. فهذا حالنا، وإنّما أذاقنا الشيءَ اليسيرَ من أعمالنا، فلو (¬7) أذاقنا كلَّ أعمالنا لما
¬__________
= في ف إلى "دائمًا بين".
(¬1) ل: "فتسمى". ز: "فيسمى".
(¬2) تفسير الطبري (18/ 511). (ص). وسنده صحيح (ز).
(¬3) س: "الذنب".
(¬4) في ط: "فيكون اللام في قوله"، وهو وجه الكلام، ولكن النسخ كلها اتفقت على ما أثبتنا.
(¬5) أخرجه ابن أبي الدنيا في العقوبات (50) عن مالك بن دينار عن الحجاج، وفيه: "من سلطانكم".
(¬6) ف: "وهو حياتها"، تحريف طريف.
(¬7) ف: "ولو".

الصفحة 159