كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

من غير إعذار منه، ومن غير قَبولي لِعذر من اعتذر إليه؛ بل يكون له في نفس الأمر عذرٌ، ولا تَدَعُه شدةُ المغيرة أنَ يقبل عذرَه. وكثير [32/ أ] ممن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلّةُ المغيرة حتى يتوسّع في طرق المعاذير، ويرى (¬1) عذرًا ما ليس بعذر، حتى يعذِر كثير منهم بالقدَر.
وكلٌّ منهما غيرُ ممدوح على الإطلاق. وقد صحّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنّ من الغيرة ما يحبّها الله، ومنها ما يبغضه الله. فالتي يبغضها (¬2) الغيرةُ في غير ريبة" (¬3). وذكر الحديث (¬4). وإنّما الممدوح اقتران المغيرة
¬__________
(¬1) ف: "ويرى في طرق المعاذير".
(¬2) ل: "يبغضها الله".
(¬3) س: "من غير ريبة".
(¬4) أخرجه أحمد 4/ 154 (17398) وعبد الرزاق في الجامع 10/ 409 - 410 (19522) والطبراني 17/ 340 (939) وابن خزيمة (2478) وغيرهم، من طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق عن عقبة بن عامر فذكره.
ورواه هشام الدستوائي عن يحيى قال: حُدِّثتُ أن أبا سلام قال حدثني عبد الله بن زيد أن عقبة بن عامر قال، فذكره. أخرجه الطبراني 17/ 341 (940).
ورواه أبان العطار والأوزاعي وحجاج الصواف وحرب بن شداد كلهم عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن إبراهيم التيمي عن ابن جابر بن عتيك عن أبيه فذكره. أخرجه أحمد (23747، 23748، 23752) والطبرانى 2/ 189 - 190 (1773 - 1777) وابن حبان (295) وغيرهم.
ورواه شيبان واختلف عنه، فرواه عبيد الله بن موسى عن شيبان مثل رواية الجماعة. أخرجه الطبراني 2/ 190 (1777). ورواه وكيع عن شيبان عن يحيى فجعله من مسند أبي هريرة. أخرجه ابن ماجه (1996).
وطريق الجماعة هو أرجحها مع أن فيه ابن جابر بن عتيك وهو إما =

الصفحة 165