كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بالعذر، فيغار في محل المغيرة، ويعذِر في موضع العذر. ومن كان هكذا فهو الممدوح حقًا.
ولما جمع سبحانه صفات الكمال كلَّها كان أحقَّ بالمدح من كلّ أحد، ولا يبلغ أحد أن يمدحَه كما ينبغي له، بل هو كما مدح نفسَه وأثنى على نفسه.
فالغيور قد وافق ربّه سبحانه في صفة من صفاته، ومن وافق (¬1) الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامه (¬2)، وأدخلَتْه على ربّه، وأدْنَتْه منه، وقرّبتْه من رحمته، وصيّرتْه محبوبًا له. فإنه سبحانه رحيم يحبّ الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحبّ العلماء، قوي يحبّ المؤمن القوي، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، (¬3) حييّ يحبّ أهل الحياء (¬4)، جميل يحبّ الجمال، وِتْر يحبّ الوتر (¬5).
¬__________
= عبد الرحمن، وهو مجهول؛ أو أبو سفيان كما جزم به ابن حبان وفيه جهالة.
والحديث صححه ابن حبان والحاكم وابن حجر وغيرهم، وفيه نظر. انظر حاشية الأسماء والصفات للبيهقي (467/ 2 - 469).
(¬1) "ربه ... وافق" ساقط من ل.
(¬2) ز: "بزمامه إليه". ل: "إليه تلك الصفة بزمامه".
(¬3) كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب الإيمان بالقدر (2664).
(¬4) في حديث يعلي بن أمية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى حيي ستير، يحبّ الحياء والستر". أخرجه أحمد (4/ 224) وأبو داود (4012) والنسائي (404).
وانظر تحقيق المسند (29/ 483 - 484).
(¬5) كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه البخاري في الدعوات، باب لله مائة اسم غير واحدة (6410)، ومسلم في الذكر والدعاء، باب في أسماء الله تعالى (2677).

الصفحة 166