كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وعدمُ الغيرة يميت (¬1) القلبَ، فتموت الجوارح، فلا يبقى عندها دفع البتة.
ومَثلُ الغيرة في القلب كمثلِ (¬2) القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداءُ المحل قابلًا، ولم يجد دافعًا، فتمكّن، فكان الهلاك. ومَثلُها مثل صياصي الجاموس (¬3) التي يدفع (¬4) بها عن نفسه وولده، فإذا كُسِرَت طمع فيه عدوّه.

فصل
ومن عقوباتها: ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير، وذهابُه ذهابُ الخير أجمعه.
وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الحياء خير كله" (¬5).
وقال: "إنّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستَحْي (¬6) فاصنَعْ ما شئتَ! " (¬7).
وفيه تفسيران:
أحدهما: أنه على التهديد والوعيد، والمعنى: من لم يستح فإنّه
¬__________
(¬1) ما عدا س: "تميت"، وهو تصحيف، ولا يصحّ هنا أن يرجع الضمير إلى الغيرة.
(¬2) س، ف: "مثل".
(¬3) يعني: قرونه.
(¬4) ف: "الذي يدفع".
(¬5) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه. أخرجه مسلم في الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان ... (37).
(¬6) ل: "لم تستح"، وكلاهما وارد.
(¬7) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء (3483، 3484) من حديث أبي مسعود رضي الله عنه.

الصفحة 168