كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فإن أراد الله به خيرًا أقرّه في دائرة عموم المؤمنين، فإن عصاه بالمعاصي التي تخرجه من دائرة الإيمان، كما قال النبي- صلى الله عليه وسلم -: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهبةً ذاتَ شرفٍ يرفع إليه فيها الناسُ (¬1) أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. فإيّاكم إيّاكم، والتوبةُ معروضهٌ بعد" (¬2) = خرَج (¬3) من دائرة الإيمان، وفاته رفقةُ المؤمنين وحسنُ دفاع الله عنهم (¬4)، فإنّ الله يدفع عن الذين آمنوا، وفاته (¬5) كلُّ خير رتّبه الله في كتابه على الإيمان، وهو نحو مائة خصلة، كلُّ خصلة منها خيرٌ من الدنيا وما فيها: فمنها: الأجر العظيم: {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146)} [النساء: 146].
ومنها: الدفع عنهم شرورَ الدنيا والآخرة (¬6). {إِنَّ اللَّهَ يُدْفَعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (¬7) [الحج: 38].
¬__________
(¬1) ز: "الناس إليه فيها".
(¬2) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه البخاري في المظالم، باب النهبى بغير إذن صاحبه (2475)، ومسلم في الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي ... (57) واللفظ له.
(¬3) "خرج" جواب "فإن عصاه بالمعاصي". وفي ف: "فإن خرج"، وهو خطأ.
وقارِن بالمطبوعة.
(¬4) ف: "عنه".
(¬5) ف: "فاته"، وهو جواب "فإن خرج" كما جاء فيها، ولكن إن صحّ هذا بقي "فإن عصاه" دون جواب.
(¬6) "شرور الدنيا والآخرة" لم يرد في س. وأخشى أن تكون زيادة من غير المؤلف.
(¬7) هذه قراءة ابن كثير وأبي عمرو من السبعة، وقرأ غيرهما: "يدافع". انظر الإقناع (706).

الصفحة 175