كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والعجز والكسل قرينان، فإنّ تخلّفَ العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل.
والجبن والبخل قرينان، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل.
وضلَع الدين وقهر الرجال قرينان، فإنّ استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلَع الدين، وإن كان بباطل فهو قهر الرجال (¬1).
والمقصود أنّ الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية، كما أنها من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء (¬2)؛ ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله
وتحوُّل عافيته، وفجاءة نقمته، وجميع سَخَطه (¬3).

فصل
ومن عقوبات الذنوب أنها تُزيل النعم وتُحِلّ النِّقَم. فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلّت به نقمة إلا بذنب؛ كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما نزل بلاءً إلا بذنب، ولا رُفِعَ بلاءً إلا بتوبة (¬4).
¬__________
(¬1) وانظر شرح الحديث في طريق الهجرتين (86)، ومفتاح دار السعادة (1/ 375)، وبدائع الفوائد (714).
(¬2) جاء التعوذ منها في حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه البخاري في الدعوات، باب التعوذ من جهد البلاء (6347)؛ ومسلم في الذكر والدعاء، باب في التعوذ من سوء القضاء ... (2707).
(¬3) وجاء التعوذ منها في حديث ابن عمر رضي الله عنهما. أخرجه مسلم في الذكر والدعاء، باب أكثر أهل الجنّة الفقراء ... (2739).
(¬4) كذا نقله المصنف في طريق الهجرتين أيضًا عن علي بن أبي طالب رضي الله =

الصفحة 179