كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بخصيصة، وهو الذكر الجميل الذي يُذكَرون به في هذه الدار (¬1)، وهو لسان الصدق الذي سأله إبراهيم الخليل حيث قال: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)} [الشعراء: 84]. وقال سبحانه عنه وعن بنيه: {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)} [مريم: 50]. وقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)} [الشرح: 4].
فأتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم. وكلّ من خالفهم فاته من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم.

فصل
[38/ ب] ومن عقوباتها: أنّها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف، وتكسوه أسماء الذمّ والصَّغار. فتسلبه اسم المؤمن، والبَرّ، والمحسن، والمتقي، والمطيع، والمنيب، والولي، والوَرع، والمصلح، والعابد،
والخائف، والأوّاب، والطيّب، والمرضي (¬2)، ونحوها.
¬__________
(¬1) فسّر المؤلف هذه الآية في طريق الهجرتين (102)، فقال: "يخبر فيها سبحانه عما أخلص له أنبياءه ورسله من اختصاصهم بالآخرة، وفيها قولان: أحدهما أن المعنى: نزعنا من قلوبهم حبّ الدنيا وذكرها وإيثارها والعمل بها. والقول الثاني: إنّا أخلصناهم بافضل ما في الدار الآخرة، واختصصناهم به عن
العالمين". وفسر شيخ الإِسلام "ذكرى الدار" بتذكرة ما وعدوا به من الثواب والعقاب (مجموع الفتاوى 16/ 193) وهو قول ثالث يدخل في القول الأول كما قال الطبري (التفسير 20/ 119). أما ما ذهب إليه المؤلف هنا فلم يشر إليه الطبري فيما نقله عن السلف. وانظره في المحرر الوجيز (4/ 509)، والكشاف (4/ 99).
(¬2) ز: "الرضي"، وفي س: "المرضا".

الصفحة 193