كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لتدكدكت الأرض بمن قابَلَه بما لا تليق مقابلتُه به. ولولا حلمه ومغفرته (¬1) لزالت (¬2) السموات والأرض من معاصي العباد. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)} [فاطر: 41].
فتأمّلْ ختمَ هذه الآية باسمين من أسمائه، وهما: الحليم الغفور (¬3)، كيف تجد تحت ذلك أنّه لولا حلمُه عن الجناة ومغفرته للعصاة لما استقرّت السموات والأرض.
وقد أخبر سبحانه عن بعض كفر عباده أنه: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)} [مريم: 90].
وقد أخرج الله سبحانه الأبوين (¬4) من الجنّة بذنب واحد ارتكباه، وخالفا فيه نهيه (¬5). ولعَن إبليسَ، وطرده، وأخرجه من ملكوت السماء (¬6) بذنب (¬7) ارتكبه، وخالف فيه (¬8) أمرَه. ونحن- معاشرَ
الحمقى- كما قيل:
¬__________
= ومجموع الفتاوى (11/ 27). وجامع المسائل (1/ 92، 171).
(¬1) ز: "رحمته".
(¬2) ت: "لزلزلت".
(¬3) ل: "أسمائه الحليم والغفور".
(¬4) س: "نقل الله سبحانه آدم وحوّاء".
(¬5) ز: "نهيه فيه". وفي س: "واحد بالغفلة عن مخالفة نهيه"، وهو من جناية قارئ محا كتابة النسخة وكتب مكانها: "بالغفلة عن مخالفة".
(¬6) ز: "السماوات". وهنا أيضًا كتب قارئ س مكان "ملكوت": "مشاركة أهل".
(¬7) ز: "بذنب واحد".
(¬8) "نهيه ولعن ... فيه" ساقط من ف.

الصفحة 210