كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

القرآن حق، وأن الرسول حق، وأن الله ينجز وعده لا محالة. فالتاريخ تفصيل لجزئيات ما عرّفنا الله ورسوله به (¬1) من الأسباب الكلية للخير والشر.

فصل
والأمر الثاني (¬2): أن يحذر مغالطةَ نفسِه له (¬3) على هذه الأسباب.
وهذا من أهم الأمور، فإنّ العبد يعرف أنّ المعصية والغفلة من الأسباب المضرة له في دنياه (¬4) وآخرته، ولا بدَّ، ولكن تغالطه نفسه (¬5) بالاتكال على عفو الله ومغفرته تارة، وبالتسويف بالتوبة تارة، وبالاستغفار باللسان تارة، وبفعل المندوبات تارة، وبالعلم تارة، وبالاحتجاج بالقدر تارة، وبالاحتجاج بالأشباه والنظراء والاقتداء (¬6) بالأكابر تارة.
وكثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل، ثم قال: "أستغفر الله" زال أثر الذنب، وراح هذا بهذا!
وقال لي رجل من المنتسبين إلى الفقه: أنا أفعل ما أفعل، ثم أقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة، وقد غفر ذلك أجمعه، كما صحّ عن النبي
¬__________
(¬1) "به" من ف، ز.
(¬2) ما عدا س، ل: "الأمر الثاني" دون الواو.
(¬3) ز: "به".
(¬4) زاد في س قبل "دنياه": "دينه و".
(¬5) ل: "يغالطه بنفسه".
(¬6) ز: "والنظر". س: "والنظر بالاقتداء". خا: "بالأشباه تارة والنظر أو الاقتداء".
وكذا كان في خب، فأصلحه بعضهم: "بالأشباه والنظراء تارة والاقتداء". وكذا في ط. والمثبت من ف، ل.

الصفحة 36