كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قال: وأنا لا أشكّ أنّ لي ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به.
وهذا الضرب من الناس قد تعلّق بنصوص الرَّجاء، واتّكل عليها، وتعلق بها (¬1) بكلتا يديه. وإذا عوتب على الخطايا والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعة رحمة الله ومغفرته ونصوص الرجاء.
وللجهال [8/ ب] من هذا الضرب من الناس في هذا الباب غرائب وعجائب، كقول بعضهم:
وكَثِّرْ ما استطعتَ من الخطايا ... إذا كان القدومُ على كريمِ (¬2) وقول الآخر: التنزّه من الذنوب جهل بسعة عفو الله! وقول الآخر (¬3): تركُ الذنوب جراءة على مغفرة الله، واستصغار لها!
وقال أبو محمَّد ابن حزم: رأيت بعض هؤلاء يقول في دعائه: اللهم إنّي أعوذ بك من العصمة!
ومن هؤلاء المغرورين من يتعلق بمسألة الجبر، وأن العبد لا فعل له البتة ولا اختيار، وإنما هو مجبور على فعل المعاصي.
¬__________
(¬1) ز: "به".
(¬2) س، ل: "وأكثر". وقد أنشده المؤلف في عدة الصابرين (50) أيضًا. والبيت لأبي نواس في وفيات الأعيان (2/ 97) وفيه: "تكثَّر". وفي ديوانه (730) مع عجز آخر.
تكثّرْ ما استطعتَ من الخطايا ... فإنك قاصدٌ ربًّا غفورا
(¬3) ل، خا: "وقال الآخر".

الصفحة 38