كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومنهم من يغترّ بفهم فاسد فهِمَه (¬1) هو وأضرابه من نصوص القرآن والسنة (¬2)، فاتكلوا عليه، كاتكال بعضهم على قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)} [الضحى: 5] قالوا (¬3): وهو لا يرضى أن يكون في النار أحد (¬4) من أمته! وهذا من أقبح الجهل، وأبين الكذب عليه. فإنّه يرضى بما يُرضي (¬5) ربَّه عز وجل، والله تعالى يُرضيه تعذيبُ الظلَمة [9/ أ] والفسَقة والخوَنة والمصرّين على الكبائر. فحاشا رسولَه أن لا يرضى مما يرضى به ربه (¬6) تبارك وتعالى.
وكاتكال بعضهم على قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}. وهذا أيضًا من أقبح الجهل. فإن الشرك داخل في هذه الآية، فإنّه رأس الذنوب وأساسها، ولا خلاف أنّ هذه الآية في حق التائبين، فإنّه يغفر كل ذنب للتائب (¬7)، أي ذنب كان (¬8). ولو كانت الآية في حق غير التائبين (¬9) لبطلت نصوص الوعيد كلّها، وأحاديث إخراج
¬__________
(¬1) "فهمه" ساقط من ز.
(¬2) "والسنة" ساقط من س.
(¬3) ف: "قال".
(¬4) س: "أحد في النار".
(¬5) ز: "يرضى به".
(¬6) س: "أن لا يرضى به ربّه"، فأسقط "بما يرضى".
(¬7) كذا في ف. وفي ل، ز، خا: "ذنب كل تائب".
(¬8) ل، خا: "من أي ذنب كان".
(¬9) العبارة "فإنه يغفر ... غير التائبين" ساقطة من س.

الصفحة 40