كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ولا تستطِلْ هذا الفصل، فإنّ الحاجة إليه شديدة لكل أحد، ففَرْقٌ (¬1) بين حسن الظن بالله وبين الغِرّة (¬2) به.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: 218] (¬3)، فجعل هؤلاء أهل الرَّجاء، لا البطّالين (¬4) والفاسقين.
وقال (¬5) تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 110]، فأخبر سبحانه أنه بعد هذه الأشياء غفور رحيم لمن فعلها.
فالعالم (¬6) يضع الرَّجاء مواضعه، والجاهل المغتر يضعه في غير مواضعه.
¬__________
(¬1) س: "وفرق".
(¬2) ف: "الغرور".
(¬3) في ز خلط بين هذه الآية والآية (72) من الأنفال. وكذا في خب.
(¬4) س، ل: "الظالمين".
(¬5) ز: "وقد قال".
(¬6) ز: "والعالم".

الصفحة 50