كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بالبقيع فقال: "أف لك، أف لك! " فظننتُ أنه يريدني. فقال: "لا، ولكن هذا قبر فلان بعثتُه ساعيًا على (¬1) آل فلان، فغَلَّ نَمِر (¬2)، فدُرِّعَ الآن مثلَها من نار".
وفي مسنده أيضًا (¬3) من حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مررتُ ليلةَ أُسرِيَ بي على قوم تُقرَضُ شفاهُهم بمقاريض من نار،
¬__________
= ذئب. وأيضًا الفضل بن عبيد الله لا يعرف له سماع من جده أبي رافع، وأعلى طبقة يروي عنها طبقة كبار التابعين.
وله شاهد عند البخاري في تاريخه (6/ 135) والبزار في مسنده (3870) من طريق الدراوردي عن ابن الهاد عن عبادل عن جدته امرأة أبي رافع عن أبي رافع فذكره بمعناه. قلت: سنده حسن لكن وقع فيه اختلاف. انظر الطبراني (974).
وله شاهد آخر في الحلية (1/ 184) من طريق كثير بن زيد عن المطلب عن أبي رافع فذكره بنحوه. ولعل هذا يدل على أن للحديث أصلًا.
(¬1) ل: "إلي".
(¬2) النمرة: بردة مخطّطهَ من صوف، من لباس الأعراب. انظر اللسان (نمر).
(¬3) 3/ 120 (12211). وأخرجه ابن المبارك في الزهد (819) ووكيع في الزهد (297) والبغوي في شرح السنة (4159) وغيرهم، من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس، فذكره. قلت: علي بن زيد في حفظه ضعف، لكن هذا مما حفظه عن أنس، فرواه ابن المبارك والمعتمر بن سليمان عن سليمان التيمي عن أنس فذكره بمثله. أخرجه أبو يعلى في مسنده (4069) وأبو نعيم في الحلية (8/ 172) والبيهقي في الشعب (4611). وسنده صحيح.
قال أبو نعيم: "مشهور من حديث أنس، رواه عنه عدة، وحديث سليمان عزيز". ورواه المغيرة بن حبيب (ختن مالك بن دينار) عن مالك بن دينار عن أنس، فذكره بمثله. أخرجه ابن حبان في صحيحه (53) وأبو يعلى (4160) والبيهقي في الشعب (4612). قلت: في المغيرة كلام لا يضره.

الصفحة 53