كتاب الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وفي المسند (¬1) من حديث البراء بن عازب، قال: خرجنا مع النبي (¬2) - صلى الله عليه وسلم -[12/ أ] في جنازة رجل من الأنصار، انتهينا إلى القبر، ولَمّا يُلْحَدْ، فجلس النبي (¬3) - صلى الله عليه وسلم -، وجلسنا حوله، كأنّ على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكُتُ به في الأرض، فرفع رأسه، فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر" مرتين أو ثلاثًا. ثم قال: "إن العبد المؤمن إذا كان (¬4) في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بيضُ الوجوه، كأنّ وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحَنوطَ من حنوط الجنة (¬5)، حتى يجلسوا منه مد البصر. ثم يجيء (¬6) ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: اخرجي أيتها النفس المطمئنة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان. فتخرجُ تسيل كما تسيل القطرة من في السِّقاء (¬7)،
¬__________
(¬1) 4/ 287 (18534). وأخرجه أبو داود (3212، 4753) وهناد في الزهد (339) والطبري في التهذيب (718، 720، 721) والحاكم 1/ 92 (107) والبيهقي في إثبات عذاب القبر (20، 21) وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب فذكره.
ورواه عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو به أخرجه ابن ماجه (1549). ورواه عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء. أخرجه الطبري في التهذيب (مسند عمر- 723). والحديث صححه جماعة منهم أبو عوانة وابن خزيمة وابن منده والحاكم والبيهقي، وحسنه المنذري، وصححه المؤلف. انظر الروح (ص 91).
(¬2) ف، ل، خا: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
(¬3) انظر الحاشية السابقة.
(¬4) س: "إذا كان العبد المؤمن".
(¬5) ف: "وحنوط من الجنة".
(¬6) ز: "يخرج".
(¬7) ل: "من السقاء".

الصفحة 56